في خطوة استراتيجية نحو تنويع اقتصاداتهما والاستفادة من سوق السيارات الكهربائية المزدهر، تخطط شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في دولة الإمارات، لبدء مشاريع لاستخراج الليثيوم من المحاليل الملحية في حقول النفط الخاصة بهم.
وتمثل هذه المبادرة تحولًا كبيرًا لهذه الاقتصادات المركزة على النفط، وتتماشى مع الجهود الأوسع لتبني مصادر الطاقة المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتستكشف شركات نفطية كبرى، بما في ذلك Exxon Mobil وOccidental Petroleum، تقنيات مبتكرة لاستخراج الليثيوم من المحاليل الملحية، مما يعكس تحولًا صناعيًا واسع النطاق نحو المعادن الحيوية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
أرامكو وأدنوك: خطوات نحو استخراج الليثيوم
استثمرت السعودية بشكل كبير في أن تصبح مركزًا للسيارات الكهربائية، مواكبةً لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير ركائز اقتصادية جديدة.
شركتا أرامكو السعودية وأدنوك لا زالتا في المراحل الأولية لنشر تقنية استخراج الليثيوم المباشر (DLE)، على الرغم من أن التفاصيل المتعلقة بالمنهجيات المستخدمة لا تزال غير معلنة، حيث اختارت الشركات عدم التعليق على هذه التطورات.
وتقدم تقنية DLE، على الرغم من كونها لا تزال في مرحلتها التطويرية، بديلًا واعدًا لطرق تعدين الليثيوم التقليدية، التي غالبًا ما تكون مكلفة وتطرح تحديات بيئية كبيرة.
وتستفيد هذه التقنية من خبرة كلتا الدولتين في إدارة المحاليل الملحية ومياه الصرف الناتجة عن إنتاج النفط، مما قد يُجنب التأثيرات البيئية المرتبطة بتعدين الليثيوم التقليدي.
ومع ذلك، تقدم ديناميكيات سوق الليثيوم العالمي صورة مختلطة، حيث أدى تباطؤ مبيعات السيارات، الناتج عن الضغوط الاقتصادية العالمية، إلى انخفاض حاد في أسعار الليثيوم، التي تراجعت بنسبة تقريبية تصل إلى 80٪ منذ بلوغها ذروة في نوفمبر 2022.
وعلى الرغم من هذا، لا تزال الطلبات طويلة الأمد على الليثيوم في قطاع السيارات الكهربائية قوية، حيث يسعى كبار مصنعي السيارات بنشاط وراء مصادر جديدة للمعدن.
وتشكل تحديات انخفاض التركيز في المحاليل الملحية، التي تعقد جهود الاستخراج، موضوعًا يتم معالجته من خلال التقدم في تقنيات الترشيح من قبل كيانات مثل أرامكو وأدنوك.

السعودية تقود الطريق في صناعة السيارات الكهربائية
تؤكد الاستثمارات الاستراتيجية للسعودية في نظام السيارات الكهربائية، بما في ذلك إطلاق علامة السيارات الكهربائية سير وإنشاء مصنع لمعادن السيارات الكهربائية، على التزامها بتأمين مكانة في مشهد التنقل المستقبلي.
ويهدف صندوق الثروة السيادي، صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، إلى إنتاج 500,000 سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركة التعدين العربية السعودية (معادن) على استخراج الليثيوم من مياه البحر، مما يشير إلى جهود الأمة المتضافرة لاستغلال مواردها المعدنية من أجل التنوع الاقتصادي والاستدامة.
كما أشار نائب وزير الصناعة والموارد المعدنية السعودي، خالد بن صالح المديفر، إلى أن الأبحاث والاستثمارات الجارية في مجال استخراج الليثيوم تعكس موقف المملكة الاستباقي في التكيف مع قطاعات الطاقة والسيارات المتطورة.
وتشير هذه المبادرات، على الرغم من كونها في مراحل مبكرة، إلى تحول استراتيجي نحو التنمية المستدامة والمرونة الاقتصادية في مواجهة التحولات العالمية في أنماط الطاقة.
اقرأ أيضا: تداول السلع: ماهي السلعة الأكثر تداولاً في العالم بعد النفط؟
المصدر


