سنتحدث في مقالنا هذا من موقع فايننس فجنز عن تاريخ نشأة العملات، مقسمةً ضمن الفترات التي تبدأ من معيار الذهب ومن ثم اتفاقية بريتون وودز إلى انهيار هذه الاتفاقية في عام 1971 حتى ظهور عملة الاتحاد الأوروبي اليورو، ومن ثم سنذكر لكم ملخص النبذة التاريخية حول تاريخ نشأة العملات. تابعوا معنا.
معيار الذهب Gold Standard – الفترة من 1876 إلى 1933 من تاريخ نشأة العملات
عند الحديث عن تاريخ نشأة العملات فينبغي القول أن العملات قد تطويتك من كونها قطع معدنية من الذهب أو من الفضة أو النحاس مع مرور الزمن لتصبح عملات ورقية تعبر عن حجم معين من المعدن بحيث تساوي العملة مقدار معين من الذهب، وعرف هذا النظام بما يسمى معيار الذهب.
وفي البداية كان بإمكان الأفراد أن يتبادلوا العملة الورقية بالذهب في أي وقت، إلى أن ألغت البنوك المركزية العالمية إمكانية تحويل النقود الورقية إلى ذهب قبيل الحرب العالمية الأولى، ومع عدم إمكانية تحويلها لم يعد هناك حاجة إلى وجود غطاء نقدي ذهبي لجميع العملات الورقية، وأخذت البنوك المركزية العالمية في طبع النقود الورقية دون وجود ما يعادلها من الذهب.
وكنتيجة طبيعية لذلك فقد حدثت زيادة في الكمية المعروضة من النقود المطبوعة، وهو ما أدى لتضخم هائل وارتفاع في أسعار السلع والخدمات؛ وبدأت الدول التي وقعت في أزمة التضخم المالي تستورد كميات كبيرة من الذهب لتتمكن من موازنة المعروض من النقود مع ما يعادلها من معدت الذهب، ولكن عند قيام الحرب العالمية التي أوقفت سبل التجارة بين الدول حول العالم إلى توقف عمليات استيراد الذهب، وتدهور الاقتصاد العالمي عمومًا ما بين الحربين العالميتين كما بدأت دول العالم تسعى لحل سريع ينقذ الاقتصاد العالمي. وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي نعيشها اليوم، فربما يكون من الوارد استعادة العمل بنظام معيار الذهب في الزمن الآتي، مَن يدري؟!
اقرأ أيضًا: الاضطرابات ودروس التاريخ !
اتفاقية بريتون وودز – الفترة من 1944م إلى 1970م من تاريخ نشأة العملات
استكمالًا لحديثنا عن تاريخ نشأة العملات، ففي عام 1944م عقب التدهور الاقتصادي الناجم عن الحربين العالميتين، عُقد مؤتمر في “بريتون وودز” بولاية “نيوهامشاير” في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بهدف وضع حد للتدهور في الاقتصاد العالمي الذي كان العالم يعاني منه في تلك الفترة، ونظرًا لأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت أقل الدول العظمى المتضررة من الحرب العالمية فقد تم الاتفاق على تثبيت أسعار صرف العملات مقابل الدولار الأمريكي، وذلك على أن يتم تثبيت قيمة الدولار مقابل ذهب، بما يساوي 35 دولارًا أمريكيًا لكل أوقية واحدة من الذهب.
ولم يكن من المسموح للعملة أن تتغير قيمتها بما يزيد عن 1% من القيمة الأصلية الثابتة، وإذا ازدادت ارتفاعًا أو انخفاضًا تتدخل الدولة متمثلة في البنك المركزي لها لإعادتها إلى قيمتها الأصلية.
شاهد أيضًا: صحيفة South China Morning Post تطرح (NFTs) لصفحاتها الأولى من الأحداث التاريخية
انهيار اتفاقية بريتون وودز وتعويم أسعار صرف العملات 1971 من تاريخ نشأة العملات
في عام 1970م مول الرئيس الأمريكي “جونسون” حرب فيتنام مما أدى إلى حصول عجز في الميزان الجاري الأمريكي مما أدى إلى كارثة اقتصادية في قيمة الدولار الأمريكي، وفي عام 1971م منع الرئيس “ريتشارد نيكسون” المنتخب حديثًا وقتها، أن يتم تحويل الدولار إلى ذهب، وألغى تثبيت سعر صرف الدولار أمام الذهب. وقد تضررت كل الدول الكبرى من الناحية الاقتصادية، وبدأ البحث عن نظام بديل قد يعيد الاستقرار الاقتصادي في العالم أجمع، لذلك فبحلول عام 1973م تم تعويم أسعار صرف العملات والسماح للقيمة الفعلية للعملات بأن تتغير وفقًا للعرض والطلب عليها.
وأصبحت العملات منذ وقتها عبارة عن سلع تباع وتشترى، وأصبح هناك تجارة مستقلة تأسست على الاستفادة من شراء وبيع العملات نتيجة للتغير في أسعارها، وهنا ظهر سوق العملات، وظهرت الشركات الاقتصادية والاستثمارية التي تتاجر فيه من أجل تحقيق أرباح، وظهر وسطاء التجزئة الذين أصبحوا يشترون العملات بمبالغ هائلة ليقوموا بتجزئتها على عملائهم، ودخل صغار المستثمرين في سوق العملات.
شاهد أيضًا: العقارات الإماراتية; هل يمكن للمالك زيادة الإيجار لأكثر من 90 يومًا قبل تاريخ التجديد
ظهور اليورو عملة الاتحاد الأوروبي من تاريخ نشأة العملات
بدأت الفكرة في عام 1990م من خلال عقد اتفاقية تسمح لدول الاتحاد الأوروبي بانتقال رؤوس الأموال فيما بينها، وتم اختيار اسم للعملة الموحدة وهو اليورو EURO بعد عدة أسماء تم اقتراحها، بعد اتفاق بين الدول الأعضاء على ألا يكون الاسم منسوبًا لأي من مسميات عملات الدول الأعضاء في الاتفاقية.
في الأول من يناير لعام 2002م أصبح اليورو هو العملة الرسمية لدى 12 دولة أوروبية وافقت على استبدال عملاتها القديمة، ليحل مكانها اليورو، وكانت هذه الدول هي:
- النمسا وبلجيكا
- فنلندا وفرنسا
- ألمانيا واليونان
- أيرلندا وإيطاليا
- لوكسمبرج وهولندا
- البرتغال وإسبانيا.
وحتى عام 2014م كان اليورو هو العملة الرئيسية الرسمية لدى 19 دولة أوروبية بانضمام هذه الدول للقائمة وحتى الآن وهي:
- وسلوفينيا ومالطا.
- وقبرص وإستونيا.
- ولاتفيا وسلوفاكيا وليتوانيا.
وقد نجحت عملة اليورو في أن تصبح عملة عالمية ذات ثقل عظيم، وأصبح الآن ثاني أكثر العملات المتداولة في سوق العملات بعد الدولار الأمريكي. وقد حقق اليورو EUR أعلى مستوى له أمام الدولار الأمريكي USD في شهر يوليو من عام 2008م ليصل اليورو الواحد إلى 1.6 دولار أمريكي تقريبًا، في حين وصل إلى أدنى قيمة له في أكتوبر من عام 2000م تساوي 0.8230 دولار أمريكي.
تابع معنا: Marriott تفتتح فندقين في منطقة الدرعية التاريخية بالمملكة العربية السعودية
ملخص النبذة التاريخية حول تاريخ نشأة العملات
- إن العملات هي عبارة عن وسيط للتبادل يستخدمها الناس لقضاء احتياجاتهم، وكانت في البداية على شكل قطع معدنية.
- إن نظام معيار الذهب يعني استخدام الذهب كقيمة قياسية للنقود الورقية
- ألغت البنوك المركزية في العالم إمكانية تحويل النقود إلى ذهب. حيث بدأت تطبع نقود دون وجود غطاء نقدي وبالتالي ظهور تضخم هائل.
- بعدها حاولت الدول معالجة هذا التضخم من خلال استيراد كميات كبيرة من الذهب. ولكن عمليات الاستيراد توقفت بسبب قيام الحرب العالمية الأولى.
- تدهور الاقتصاد في الفترة ما بين الحربين العالميتين، وبدأت الدول الكبرى تسعى لإنعاش الاقتصاد فعقدع اتفاقية “بريتون وودز”.
- تم اتفاق “بريتون وودز” على تثبيت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقايل الذهب وتثبيت أسعار صرف العملات مقابل الدولار الأمريكي.
- بعد قيام حرب الفيتنام تدهور الاقتصاد الأمريكي وفكّ الرئيس “نيكسون” ارتباط الذهب بعملة الدولار مما أدى إلى انهيار الاتفاقية.
- مع انهيار اتفاقية “بيرتون وودز” عوّمت أسعار صرف العملات في عام 1971.
- مصكلح التعويم يعني أن أسعار صرف العملات يتم تحديدها بناء على العرض والطلب وكانت هذه هي البداية في تاريخ نشأة العملات.
- في عام 2002م أصبح اليورو هو العملة الرسمية لـ 12 دولة في أوروبا، وصلت إلى 19 دولة أوروبية مع نهاية 2014 وحتى الآن.
- أصبحت عملة اليورو حاليًا من أقوى العملات العالمية وثاني أكبر عملة من حيث حجم تداول في سوق العملات.
تابع معنا: شركة مايكروسووفت تواجه أكبر أزمة في تاريخها
لقد تحدثنا في مقالنا هذا من موقع فايننس فجنز عن تاريخ نشأة العملات، مقسمةً ضمن الفترات التي تبدأ من معيار الذهب ومن ثم اتفاقية بريتون وودز إلى انهيار هذه الاتفاقية في عام 1971 وحتى ظهور عملة الاتحاد الأوروبي اليورو، واختتمنا المقال بذكر ملخص النبذة التاريخية حول تاريخ نشأة العملات.