هل نستطيع القول أن الركود الاقتصادي هو جزء طبيعي من دورة الاقتصاد التي تحدث بشكل متكرر؟ أم أنه عبارة عن أزمة اقتصادية يجب علينا التحضير والاستعداد لها ودق ناقوس الخطر عند وقوعها؟
سنتحدث في هذا المقال عن مفهوم الركود الاقتصادي، بالإضافة إلى أنواعه وخصائصه والتي نستطيع القول عند حدوثها أن البلاد تواجه ركود اقتصادي. بالإضافة إلى آثاره على الفرد والمجتمع والدولة وسنذكر أفضل النصائح للمستثمرين الذين يرغبون بالاستثمار أثناء ركود الاقتصاد.
تعرّف على جميع الأمراض التي يمكن أن تصيب الاقتصاد
تتنوع الأمراض التي قد تصيب الاقتصاد وتتسبب بتدهوره حالته مثل التضخم والركود والركود التضخمي والانكماش والكساد. ولكل من هذه الأمراض أسبابه وطرق علاجه وأساليب يمكنك كمستثمر اتباعها للتصرف في حال وقوعه.
لذلك جمعنا لكم في مقال “هل سمعت بمصطلح أمراض الاقتصاد؟ ما هي ولماذا تحدث وكيفية تجنبها” هذه الأمراض، مع مناقشة عملية لكل مرض منها لكي تمتلك الفهم الكامل لكل حالة من الحالات.
ما هو الركود الاقتصادي؟
هو حالة تصيب الاقتصاد ويمكن أن تصيب جزء منه أي ممكن أن يحدث ضمن صناعات محددة أو حتى على مستوى شركات ومؤسسات بعيدًا عن الاقتصاد ككل.
ونستطيع القول أن اقتصاد ما يعاني من الركود الاقتصادي عند انخفاض معدل النمو الإجمالي المحلي بنسبة 2-3 بالمئة.
في الواقع، يتم قياس الركود الاقتصادي في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية الأمريكي NBER عن طريق قياس كشوف الرواتب غير الزراعية (وهي رواتب العمال في الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء أولئك العاملين في الزراعة والأسر والمالكين بالإضافة إلى الموظفين غير الربحيين والعساكر). كما يتم قياسه عن طريق جداول مبيعات التجزئة.
معنى الركود الاقتصادي
نستطيع تعريف الركود الاقتصادي على أنه انخفاض في النشاط الاقتصادي، ويحدث عندما يكون إجمالي الناتج المحلي في حالة انخفاض أو حتى عند بقاءه ثابتًا دون تغيير. وإن ثبات نمو فرص العمل ومعدل التوظيف وعدم زيادة الحد الأدنى للأجور بالإضافة إلى ارتفاع أسواق الأسهم جميعها تعد مؤشرات على وجود ركود اقتصادي.
منذ عام 1960 وحتى عام 2007 حدث ما يزيد عن 122 ركود اقتصادي في أكثر من 21 اقتصاد من اقتصادات الدول المتقدمة. لكن لوحظ في السنوات الأخيرة أن فترات الركود الاقتصادي بدأت تصبح أقل تواترًا، كما تقلصت مدتها.
وغالبًا تستمر معدلات البطالة بالارتفاع حتى مع تحسن وانتعاش الاقتصاد. ولهذا السبب نستطيع القول أن المراحل المبكرة من الانتعاش يمكن أن تعطي مؤشرات قد تبدو أنها تدل على ركود مستمر.
خصائص الركود الاقتصادي
نستطيع ملاحظة ثلاث خصائص مميزة لحالات ركود الاقتصاد وهي:
- ارتفاع معدلات الفائدة والتضخم.
- انخفاض قوة الأجور الحقيقية.
- فقدان ثقة المستهلك.
ارتفاع معدلات الفائدة والتضخم
تعطي أسعار الفائدة المرتفعة فكرة عن كمية الأموال التي تتم إتاحتها للاقتراض، كما يمكنها أن تعطي فكرة عن بداية الركود.
فيما يشير التضخم إلى الارتفاع في أسعار المنتجات والخدمات اليومية مثل مشتقات النفط والمواد الاستهلاكية والبقالة.
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر أسعار الفائدة على التضخم في بريطانيا
انخفاض قوة الأجور الحقيقية
ومعنى “الأجور الحقيقية” هو المدى الذي يمتد عليه الدخل أو المرتب. ولتوضيح الفكرة، فإن امتلاكك ل 50 ألف دولار في مدينة ما قد يضمن لك الحصول على شقة والعيش الكريم ولكن ذلك غير ممكن مع الرقم نفسه في مدينة أخرى.
وبالتالي فإن انكماش الأجور الحقيقية يعتبر من خصائص الركود الاقتصادي.
فقدان ثقة المستهلك
عند انكماش الأجور الحقيقية يفقد الناس الثقة بعد معرفتهم حقيقة أن المدخول لا يواكب معدل التضخم الحاصل، وهو ما ينتهي بهم إلى التوقف عن الإنفاق.
وهذه الفكرة تحديدًا هي التي جعلت الحكومة الأمريكية تمرر (2) تريليون دولار كحزمة تحفيزية لمواجهة ركود الاقتصاد والغاية منها إبقاء إنفاق الأمريكيين عند مستواه الطبيعي إبان انتشار فايروس كورونا.
اقرأ أيضًا: صندوق النقد الدولي يخصص 650 مليار دولار لمواجهة فيروس كورونا
أنواع الركود الاقتصادي
توجد أنواع متعددة من الركود الاقتصادي وهي:
- الركود الهيكلي.
- الركود المالي.
- الركود الدوري.
- الركود العالمي.
الركود الهيكلي
هو نوع من أنواع ركود الاقتصاد ويحدث إما عند حصول تغيرات في بنية وهيكل الاقتصاد في دولة ما مثل انخفاض الإنتاج في صناعة معينة أو إدخال تغييرات في طريقة الإنتاج.
أو عندما تكون هيكلية الاقتصاد تتسم بالركود، حيث تتميز الاقتصادات الناشئة ببطء النمو السكاني وثبات في المؤسسات الاقتصادية بالإضافة إلى معدلات نمو منخفضة، وهذه الحالة يعّرفها الاقتصاديون على أنها حالة ثابتة. كما يعتبر الاقتصاد الكينزي أن ذلك شائع حتى في الاقتصادات المتقدمة.
والاقتصاد الكينزي هو مصطلح يشير إلى نظرية اقتصادية تتحدث عن الإنفاق الكلي وتأثيره على الإنتاج والتضخم والتوظيف، تم تطويرها من قبل الاقتصادي البريطاني جون ماينارد كينز John Maynard Keynes في ثلاثينيات القرن الماضي بعد الكساد الاقتصادي العظيم وذلك في محاولة لوضع تفسير وتصور عن أسبابه.
الركود المالي
نوع آخر من أنواع الركود الاقتصادي يحدث بسبب تدهور النظام المالي في دولة ما كانهيار البنوك، أو حتى إنخفاض قيمة العملة.
الركود الدوري
نستطيع القول أن الركود الدوري هو ركود اقتصادي يحدث بشكل مستمر كجزء من دورة الأعمال أو الدورة الاقتصادية، ويتم التعامل معه بالسياسات الاقتصادية المناسبة.
الركود العالمي
يحدث عند حصول تغيرات في الأسواق العالمية كارتفاع أسعار النفط أو حدوث مشكلات في الاقتصادات العالمية والمتقدمة منها على وجه الخصوص.
آثار الركود الاقتصادي
يؤثر ركود الاقتصاد على كل مفاصله ولذلك نستطيع رصد الآثار على المستويات التالية:
- على مستوى الأسهم والعملات الرقمية والنفط.
- على مستوى السندات والعقارات والمعادن الثمينة.
آثار ركود الاقتصاد على مستوى الأسهم والعملات الرقمية والنفط
يؤدي حدوث ركود اقتصادي إلى التغيرات التالية:
- انخفاض في قيمة الأسهم والعملات الرقمية: وذلك بسبب ضعف الإقبال على الاستثمار والتداول في الأسواق المالية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أسعار الأسهم عادةً ما تنخفض قبل حدوث ركود اقتصادي ولذلك يفترض المستثمر أن الركود الاقتصادي قد بدأ بالفعل عند حدوث خسائر في استثمارات الأسهم وأرباحها حتى مع بقاء المؤشرات الأخرى ثابتة مثل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي والبطالة.
- ارتفاع مخاطر الاستثمار.
- انخفاض في أسعار الطاقة بسبب انخفاض الطلب وذلك يؤدي إلى تقلص حجم التجارة.
- ازدياد معدلات التضخم والذي يؤدي إلى تراجع في قيمة العملة المحلية وتقلص قوة الشراء.
آثار الركود الاقتصادي على مستوى السندات والعقارات والمعادن الثمينة
يؤدي الركود الاقتصادي إلى النتائج التالية:
- تراجع في قيمة السندات طويلة الأجل والسبب في ذلك هو أن المستثمرين يتوقعون المزيد من الضعف في الاقتصاد على المدى القصير، وذلك من الممكن أن يؤدي إلى انخفاض في أسعار الفائدة في إطار إجراءات علاجه، ولذلك يختارون الاستثمار في السندات قصيرة الأجل في انتظار تغيرات على أسعار الفائدة التي تكون مرتفعة عند حدوث الركود الاقتصادي.
- انخفاض في قيمة العقارات وركود في سوقها، وقد انخفض متوسط أسعار المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الركود الاقتصادي العظيم بنسبة 9٪ سنويًا. وتجدر الإشارة إلى إمكانية حصول العكس في حال قرر المستهلكون حفظ أموالهم في الأصول الثابتة. وبالتالي فإن العامل الحاسم في ذلك هو سلوك المستهلك نفسه، وذلك ينطبق على المعادن الثمينة أيضًا.
نتائج الركود الاقتصادي
ماذا يحدث خلال فترة الركود الاقتصادي؟ في الواقع نحن أمام تغيرات عديدة تحدث أثناء ركود الاقتصاد وهي:
- انخفاض الناتج المحلي الإجمالي.
- تقلص يصيب مختلف أنواع الشركات ليؤدي إلى موجات تسريح للعمال.
- عندما يرى من لا زال يحتفظ في عمله موجات التسريح تلك يشعر بالقلق وذلك ينعكس على إنفاقه الاستهلاكي.
- على صعيد آخر، يرتفع الدين الحكومي في محاولة لتحقيق الاستقرار ومواجهة الركود.
- تخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة وذلك في محاولة لإنعاش النمو.
- الأسهم والأصول المختلفة كالعقارات تنخفض قيمتها.
كيف تحمي نفسك وعائلتك من آثار الركود الاقتصادي؟
بوصفك ربًا للأسرة، يجب عليك تأمين الوضع الاقتصادي لعائلتك في ظل أي أزمة اقتصادية كانت عن طريق اتخاذ مجموعة من الخطوات وهي:
- حدد أولوياتك: ورتب نفقاتك بالشكل الذي تستطيع معه تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والإيجار والفواتير.
- الادخار: بالإضافة إلى تخفيض النفقات الزائدة وذلك من خلال الاستغناء عن بعض الخدمات الفاخرة.
- الترشيد في الاستهلاك: وذلك يشمل المواد الغذائية بالإضافة إلى الطاقة والمياه.
- التواصل مع البنوك لمعرفة الخيارات المتاحة مثل برامج التسهيلات المالية التي تصدر بشكل دوري.
- الاستثمار في مصادر دخل إضافية: مثل التجارة الإلكترونية والعمل الحر بالإضافة إلى الاستثمار في الأسهم والسندات.
علاج الركود الاقتصادي
هل من الممكن علاج الركود الاقتصادي؟ في الواقع، يستطيع أصحاب القرار الاقتصادي والسياسي علاج الركود الاقتصادي عند تضافر الجهود وتوحيد المساعي لذلك.
منذ الكساد الكبير، تبنت الحكومات في مختلف أنحاء العالم العديد من السياسات المالية والنقدية لمنع حدوث حالات ركود اقتصادي أو على الأقل لمنع الركود الاقتصادي من أن يتحول إلى كساد، ومن ذلك استحداث نظام التأمين ضد البطالة والذي يتكفل بوضع الأموال في جيوب المواطنين الذين خسروا وظائفهم لأي سبب كان.
والخلاصة أن هنالك عدة إجراءات لعلاج الركود الاقتصادي وهي:
- تعزيز الإنفاق الحكومي: ويعني ذلك زيادة إنفاق الحكومة على مشاريع البنية التحتية بالإضافة إلى تشجيع المشاريع التجارية الجديدة وخاصة تلك التي لها علاقة في البناء والمواد الأولية وذلك سيؤدي إلى المزيد من فرص العمل بالإضافة إلى تدفق المزيد من الأموال في الاقتصاد وكل ذلك ينتج عنه زيادة في الطلب على السلع والمنتجات وفي المحصلة زيادة النمو الاقتصادي الكلي.
- العمل على تخفيض الضرائب: حتى يتمكن أصحاب الشركات الصغيرة من الاحتفاظ برؤوس الأموال لضخها في الاستثمارات الرامية إلى تحسين نمو قطاعات الاقتصاد المختلفة.
- تخفيض أسعار الفائدة: عندما تنخفض أسعار الفائدة يصبح الاقتراض أكثر جاذبية وذلك سيؤدي إلى زيادة إنفاق الأفراد واستثماراتهم في أعمال تجارية جديدة.
ماذا تفعل عند الركود الاقتصادي كمستثمر؟
كمستثمر، يمكنك خوض تجربة الاستثمار أثناء ركود الاقتصاد فقط إذا كنت:
- تتمتع بوضع مالي مستقر وقوي.
- تملك أفق زمني طويل (الأفق الزمني: المدة التي يتم الاستثمار فيها).
- قادر على تحمل المخاطر.
وعلى ذلك، لا يمكنك الدخول في استثمار جديد عند حدوث ركود اقتصادي في الحالات التالية:
- عدم امتلاك مدخرات للطوارئ.
- وجود ديون عالية التكلفة.
- وجود احتياجات قصيرة الأجل.
- عدم امتلاك مدخرات للتقاعد.
عدم امتلاك مدخرات للطوارئ
إذا لم تكن تملك حساب مالي خاص بحالات الطوارئ، يجب عليك إعطاء الأولوية لإنشاء واحد قبل أي تفكير في الاستثمارات خلال فترات ركود الاقتصاد. لأنه خلال تلك الفترة يجب أن تتوقع حدوث الأسود وتعد العدة للتعامل معه، مثل فقدان مصدر الدخل أو حدوث مرض مفاجئ.
في الواقع، عليك إنشاء حساب ادخار لحالات الطوارئ في ظل أي ظروف اقتصادية.
وجود ديون عالية التكلفة
لنفترض أنك تدفع لسداد ديون بطاقتك الائتمانية، عندما تكون تلك الديون أعلى من هامش الربح المتوقع من الاستثمارات التي تفكر بها. حينها يجب عليك التفكير في تصفية هذه الديون أولًا لإلغاء هذا الجانب من الإنفاق ضمن ميزانيتك في ظل الركود الاقتصادي.
وجود احتياجات قصيرة الأجل
ونحن نتحدث هنا عن مدفوعات مثل الإيجار أو الإصلاحات المستعجلة في المنزل أو الرسوم الدراسية. أضف إلى ذلك، إذا كنت تتوقع أن تتقاعد ضمن الفترة القليلة المقبلة حينها لا يجب عليك المجازفة في الاستثمار، لأن الأفق الزمني المتاح لك سيكون قصيرًا جدًا.
عدم امتلاك مدخرات للتقاعد
الفكرة التي انتهينا إليها في الفقرة السابقة، إذ أنه من الأهمية بمكان وجود مدخرات كافية للتقاعد ويجب أن يكون ذلك هدفًا لديك حتى عند عدم وجود أي أزمة اقتصادية.
اقرأ أيضًا: التضخم أم الركود: أيهما أسوأ للمستثمرين؟
استراتيجيات الاستثمار الناجحة خلال فترة ركود الاقتصاد
هل حسمت أمرك في الاستثمار؟ ربما تساعدك استراتيجيات الاستثمار التالية في تحقيق مستوى أمان أكبر عند الاستثمار في ظل ركود اقتصادي:
- التنويع في الاستثمار.
- الاستثمار بشكل استراتيجي.
- متوسط التكلفة بكل استثمار.
التنويع في الاستثمار
وذلك يعني أنه عليك الاستثمار في مجموعة متنوعة من الأسهم بالإضافة إلى السندات بما يتلاءم مع أفقك الزمني.
والهدف من ذلك التنويع هو الموازنة بين المخاطر، فعندما تخسر في بعض استثماراتك، من الممكن أن تربح في أخرى وذلك كفيل بتغطيه تلك الخسائر بشكل أفضل.
في الواقع، نحن لا نقول أن عليك الاستثمار في كل شيء حتى تحصل على التنوع، يكفيك اختيار أكثر من أسهم شركة واحدة فقط.
الاستثمار بشكل استراتيجي
عند حدوث أزمة اقتصادية مثل الركود، سيتعين عليك تجنب الاستثمار في شركات ناشئة أو صناعات دورية أو مضاربة، مثل خدمات الضيافة أو تجارة التجزئة للسلع الاستهلاكية الفاخرة.
بل عليك البحث عن شركات ديونها منخفضة ولديها تدفق نقدي جيد ووجود أسواق قائمة لمنتجاتها يزيد من مستوى الأمان في الاستثمار في أسهمها.
مع ذلك، يمكنك اختيار الاستثمار في شركات مستحضرات التجميل التي لا تتأثر بالأزمات الاقتصادية في الغالب.
اقرأ أيضًا: للمستثمرين: سندات الخزينة بين إيجابياتها وسلبياتها وطرق استثمارها
متوسط التكلفة بكل استثمار
مع لجوئك إلى وضع متوسط التكلفة بكل استثمار، أنت تستثمر أجزاء من أموالك بشكل متساوٍ وعلى قنوات منتظمة. وذلك بدلًا من استثمار مبلغ إجمالي دفعة واحدة.
بعد كل ذلك، هنالك نصائح إضافية عليك الإنتباه لها جيدًا عند الاستثمار أثناء الركود الاقتصادي وهي:
- إياك أن تترك الصفقات المفتوحة على الوضع الآلي.
- احتفظ بجدول تذكيرات مهمته تذكيرك بمراجعة استثماراتك.
- قيم الوضع بشكل مستمر وغيّر خطتك بناءً على تطورات الوضع الاقتصادي.
مؤشرات تساعدك في الاستثمار الصحيح أثناء الأزمات الاقتصادية
هنالك العديد من المؤشرات التي تساعدك في تحليل الأسواق وتوقع حدوث الأزمات وتستطيع الاستفادة منها في تكوين رؤية واضحة قبل اتخاذ القرار في أي استثمار جديد، ومن أبرز تلك المؤشرات:
- منحنى العائد المقلوب (Inverted Yield Curve).
- المؤشر الاقتصادي الرائد (LEI).
- مؤشر مديري المشتريات (PMI).
منحنى العائد المقلوب (Inverted Yield Curve)
نجح منحنى العائد المقلوب في توقع جميع فترات الركود العشر في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن مع ذلك، لا تحدث حالات ركود اقتصادي بشكل مؤكد بعد كل مرة يظهر فيها المنحنى المقلوب للعائد.
يعني ظهور منحنى العائد المقلوب أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل ستتجاوز أسعار الفائدة طويلة الأجل.
وبالتالي نستطيع تعريف هذا المنحنى بأنه منحنى يصف العلاقة بين عوائد السندات ومدتها. وهو يتميز بأن عوائد السندات ذات المدة الزمنية الطويلة تكون أقل من عوائد السندات ذات المدة الزمنية القصيرة، وهذا الأمر يحدث بخلاف الحالة الطبيعية السائدة في الأسواق المالية حيث تكون عوائد السندات ذات المدة الطويلة أكبر من عوائد السندات ذات المدة القصيرة.
ويعتبر منحنى العائد المقلوب علامة قوية على احتمال حدوث ركود اقتصادي، لأنه يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون حدوث انخفاض في معدل الفائدة في الأجل القريب، وذلك بدوره يؤدي إلى تراجع في النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى زيادة في معدلات البطالة.
المؤشر الاقتصادي الرائد (LEI)
وهو مؤشر اقتصادي يتم نشره بشكل شهري مهمته التنبؤ باتجاه الحركات الاقتصادية العالمية.
مؤشر مديري المشتريات (PMI)
يخبرك هذا المؤشر عما إذا كانت ظروف السوق تأخذ منحى توسعي أم أنها تظل كما هي أو حتى تتقلص وذلك يمنحك رؤية أفضل لتحليل السوق والاستثمار.
أسوء ركود اقتصادي في التاريخ
تعتبر الفترة بين العامين 2007 و2009 هي الأسوأ والأكثر شدة في الركود الاقتصادي.
حيث وصف صندوق النقد الدولي ركود الاقتصاد في تلك الفترة بأنه ثاني أسوء تراجع اقتصادي بعد الكساد الاقتصادي العظيم.
كان الركود الاقتصادي حينها مدفوعًا بانهيار سوق العقارات في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما نتج عنه بعد ذلك أزمة الرهن العقاري.
والرهن العقاري يعني أن البنوك تمنح قروضًا عقارية لأشخاص من الواضح أنهم غير قادرين على سداد تلك القروض.
وكنتيجة لذلك، بدأ أصحاب تلك القروض بعد الاستحواذ عليها في التخلف عن السداد.
أدى ذلك إلى تراجع حاد في قيمة المنازل وشمل هذا التراجع حتى منازل أولئك الذين استمروا في سداد القروض العقارية، وكانت النتيجة هي فقدانهم لحقوق الملكية على المنازل.
أدى ذلك بدوره إلى قلق المستثمرين الذي باعوا أسهمهم بسرعة، وأنتهى الحال إلى انهيار البنوك ودخول الاقتصاد العالمي في نفق مظلم.
تلى ذلك الركود توسع بطيء امتد من عام 2009 وحتى العام 2020 الذي شهد على اجتياح وباء كورونا لجميع أنحاء العالم.
وقد بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك 2،3٪.
وعلى أثره، تضمنت السياسة النقدية التي اتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التيسير الكمي وذلك في خطوة لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية على إعادة إنعاش الاقتصاد المتعثر.
وسياسة التيسير الكمي هي إجراء تلجأ إليه البنوك المركزية عادةً والغرض منه هو زيادة كمية النقد الذي يتم تداوله في الاقتصاد عن طريق شراء الأصول المالية من البنوك والشركات كالسندات والأوراق المالية، وذلك يؤدي إلى زيادة كمية الأموال في الأسواق المالية ويقلص معدلات الفائدة.
الأسئلة الشائعة في الركود الاقتصادي
كيف نستفيد من الركود الاقتصادي؟
في الواقع، يمكنك الاستفادة من الركود الاقتصادي عبر استراتيجية استثمارية ملائمة، تشمل الاستثمار في أصول يمكنها الحفاظ على قيمتها أو حتى زيادتها خلال فترات ركود الاقتصاد ومن أمثلة ذلك الأسهم الدفاعية والعملات المستقرة والذهب.
كما يمكن استغلال الفرصة أثناء حدوث ركود اقتصادي لشراء الأصول بأسعار منخفضة والتي من الممكن أن ترتفع قيمتها مستقبلًا. مع الاخذ بعين الاعتبار توخي الحذر وتقييم المخاطر بشكل جاد قبل اتخاذ أي إجراء استثماري خلال فترة الركود.
ما الفرق بين التضخم والركود؟
يشير مصطلح التضخم إلى ارتفاع في مستوى الأسعار العام والذي يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الشرائية وارتفاع تكاليف المعيشة.
في حين أن الركود مصطلح يشير إلى فترة من انخفاض النشاط الاقتصادي، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع نسب البطالة وتقلص الأرباح وحجم الإنفاق. وعلى الرغم من أن كلا الحالتين تؤثران في الاقتصاد، إلا أنهما تختلفان في الأسباب والتأثيرات.
ماذا يعني حدوث ركود اقتصادي؟
يعني ذلك تضاؤل في نمو الاقتصاد أو حتى انعدامه، وهي حالة تتسم بضعف الأنشطة الاقتصادية. وبالتالي نستطيع اعتبار أن الاقتصاد الراكد هي الحالة المعاكسة لحالة الاقتصاد المتحرك.
متى ينتهي الركود الاقتصادي؟
لا نستطيع تحديد نهاية الركود الاقتصادي لأن ذلك يعتمد على الكثير من العوامل سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.
مع ذلك، يمكننا القول أن الاقتصاد يتحرك عادة ضمن دورات حيث تلي فترة الركود فترة انتعاش ونمو.
في الواقع، يمكننا وضع أفق زمني للركود عبر تتبع حالاته التاريخية، حيث سجل متوسط الركود في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1857 لمدة 7 أشهر تقريبًا.
وتجدر الإشارة، إلى أن فترات الركود الست التي حدثت منذ العام 1980 إلى يومنا هذا كانت تنتهي تقريبًا في أقل من 10 أشهر.
هل الركود هو الانكماش؟
نعم، نستطيع القول أن الانكماش شكل من أشكال الركود ويشير كلا المصطلحين إلى انخفاض النشاط الاقتصادي والإنتاجية والإنفاق الاستهلاكي.
هل الكساد هو الركود؟
نعم نستطيع اعتبار الركود الاقتصادي جزءًا من الكساد الاقتصادي ولكن الكساد يتميز بالشدة بالإضافة إلى طول فترته التي قد تصل إلى عدة سنوات.
كيف تتعامل مع ركود السوق؟
نستطيع التعامل مع ركود السوق عبر عدة إجراءات ومن ضمنها:
- تحسين الإنتاجية: عبر زيادة الكفاءة لتخفيض التكاليف وتحسين مستوى التنافسية.
- تطوير عملية المبيعات: يمكن للشركات تحديث وانشاء مبيعات جديدة للخدمات والمنتجات التي تقدمها لتوسيع قاعدة عملائها.
- تقليص التكاليف: عن طريق تقليل نفقات الدعاية والإعلان والتسويق والتخلص من المخزون الزائد من الإنتاج.
- تطوير الجودة: لزيادة مستوى رضا العملاء والحفاظ على المكانة في الأسواق.
- البحث والتوسع في أسواق جديدة: لزيادة شرائح العملاء المستهدفين وتحقيق النمو المستدام.
- الحفاظ على العلاقات الجيدة مع العملاء: عن طريق تقديم خدمة عملاء ممتازة تلبي توقعاتهم واحتياجاتهم.
ما معنى كلمه ركود Economic Stagnation؟
تعني هذه الكلمة حدوث حالة من الثبات في النمو الاقتصادي بالتوازي مع وصول الإنتاجية إلى الصفر.
ماذا يحدث لأسعار الذهب في الركود الاقتصادي؟
في الواقع، تختلف تأثيرات حالة ركود الاقتصاد على أسعار الذهب حسب سياسة الحكومة بالإضافة إلى البنوك المركزية والطلب في الأسواق، وعادة ما يشهد الذهب ارتفاعًا في الأسعار خلال فترات الركود الاقتصادي بسبب بحث المستثمرين عن الملاذ الآمن للحفاظ على أموالهم بعيدًا عن شبح التضخم وتقلبات العملة.
هل الركود الاقتصادي يخفض الأسعار؟
عادةً ما يترافق الركود الاقتصادي مع انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات وذلك يجعل الشركات المنتجة تقلص إنتاجها وتخفض أسعارها في محاولة لجذب العملاء.
مع ذلك، قد يؤدي انخفاض الإنتاج إلى نقص في العرض وذلك سيؤدي إلى ارتفاع في الأسعار في بعض الأحيان. وبالتالي، لا يمكن الجزم بشكل واضح فيما لو كان الركود الاقتصادي يؤدي إلى انخفاض الأسعار أو لا.
ما الفرق بين الانكماش والركود الاقتصادي؟
الركود الاقتصادي يعبر عن فترة طويلة نسبيًا من الانكماش الاقتصادي. أي أن الانكماش هو جزء من الركود الاقتصادي ولكن الفرق يكمن في المدة.
ما هو الفرق بين الركود الاقتصادي والكساد الاقتصادي؟
نستطيع القول أن الكساد الاقتصادي حالة أكثر حدة بالمقارنة مع الركود الاقتصادي. كما أن الكساد يستمر على فترات أطول من الركود الاقتصادي.
وبذلك نكون قد تحدثنا بشكلٍ وافٍ عن مفهوم الركود الاقتصادي وخصائصه ومدى تأثيره على الاقتصاد والأسواق والعملة والمعادن الثمينة والنفط وغيرها، كما تحدثنا عن أسوء ركود اقتصادي حدث في هذا العصر، بالإضافة إلى الحديث عن أفضل الطرق والنصائح الهامة في عملية الاستثمار أثناء الركود الاقتصادي والمؤشرات التي تدلك على حدوث ركود اقتصادي قريب.