يعتبر الكساد الاقتصادي العظيم الذي حدث في عشرينيات القرن الماضي أكبر أزمة اقتصادية حدثت في العصر الحديث، ولا زالت التكهنات بتكراره تظهر بين الحين والآخر، فهل سنشهد كسادًا اقتصاديًا على المدى القريب؟
سنتحدث في هذا المقال عن مفهوم الكساد الاقتصادي بالإضافة إلى أسبابه ومراحله، دون أن ننسى الحديث عن الأزمة الاقتصادية العالمية التي باتت تعرف بالكساد الاقتصادي العظيم، لنستطيع الإجابة عن التساؤل حول احتمالية حدوث كساد جديد.
تعرّف على جميع الأمراض التي يمكن أن تصيب الاقتصاد
تتنوع الأمراض التي قد تصيب الاقتصاد وتتسبب بتدهوره حالته مثل التضخم والركود والركود التضخمي والانكماش والكساد. ولكل من هذه الأمراض أسبابه وطرق علاجه وأساليب يمكنك كمستثمر اتباعها للتصرف في حال وقوعه.
لذلك جمعنا لكم في مقال “هل سمعت بمصطلح أمراض الاقتصاد؟ ما هي ولماذا تحدث وكيفية تجنبها” هذه الأمراض، مع مناقشة عملية لكل مرض منها لكي تمتلك الفهم الكامل لكل حالة من الحالات.
ما معنى الكساد الاقتصادي؟
إن كان سؤال ما هو الكساد الاقتصادي يجول في بالك؛ فإجابته تكون عبر تعريف الكساد الاقتصادي بأنه ركود اقتصادي (الذي يُعرف بأنه تباطؤ في النشاط الاقتصادي في فترة دورة اقتصادية معينة) ولكن أشد ويستمر لأكثر من 3 سنوات ويؤدي إلى انخفاض كبير وحاد في النشاط الاقتصادي بالإضافة إلى انخفاض في الناتج الإجمالي الحقيقي بنسبة تتجاوز ال 10٪ خلال سنة واحدة.
علاوة على ذلك، يترافق الكساد مع زيادة في معدلات البطالة على نحو غير مسبوق وهو ما يؤدي بالمحصلة إلى تدهور الوضع المالي للأفراد بالإضافة إلى الشركات وحتى الحكومات.
وبالتالي يمكننا القول بأن الكساد الاقتصادي هو ركود اقتصادي إلا أنه يستمر لفترة أطول وتكون نتائجه أشد قسوة. وهو من أخطر المشاكل الاقتصادية التي من الممكن أن تواجه أي دولة وتؤدي إلى انخفاض في مستوى المعيشة والفقر.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت الكثير من حالات الركود، حيث تجاوزت ال 34 حالة منذ عام 1850 إلى يومنا هذا، إلا أنها لم تشهد سوى كساد واحد فقط استمر لعقد من الزمن.
اقرأ أيضًا: ما معنى الركود الاقتصادي، وهل له جوانب إيجابية؟
مظاهر الكساد الاقتصادي
هنالك العديد من الآثار التي ستنتج عن الكساد الاقتصادي على مستويات عدة أهمها:
- على مستوى الأفراد
- على مستوى الأسواق
- على مستوى الدولة
مظاهر الكساد الاقتصادي على الأفراد
نستطيع تلخيص آثار الكساد على الأفراد بالنقاط التالية:
- ارتفاع معدلات البطالة.
- تدني المستوى المعيشي للأفراد وبالتالي القضاء على الطبقة الوسطى.
- انخفاض الإنفاق الاستهلاكي للأفراد نتيجة الفقر.
- انخفاض القدرة الشرائية للعملة المحلية وهو ما يزيد من حالة الفقر.
- زيادة في حالات التشرد وارتفاع مستوى الجريمة.
آثار الكساد الاقتصادي على الأسواق
يؤدي الكساد إلى انخفاض أسعار السلع وزيادة في حالات الإفلاس، وهو بدوره ما سينعكس على قيم الأسهم والأصول الإستثمارية المختلفة.
كما أنه يؤدي إلى انخفاض في حجم التداول ومعدل الطلب على السلع والخدمات. وهذا بدوره سينعكس على الشركات التي ستتراجع إيراداتها. وستزداد معدلات الفائض في المخزون من مختلف أنواع السلع بالإضافة إلى تراجع في الإنتاج.
كما يؤدي إلى انخفاض في الائتمان المتاح من البنوك.
اقرأ أيضًا: خسائر الأسهم الأمريكية في 2022 وسط التضخم ورفع أسعار الفائدة وقوة الدولار
آثار الكساد الاقتصادي على مستوى الدولة
بات من الواضح أن كل ما سبق سيلقي بظلاله على مستوى الدولة بشكل عام، وبالتالي سينتج عن الكساد الاقتصادي:
- نمو سلبي للناتج المحلي.
- عدم سداد الديون السيادية.
- ارتفاع معدلات التضخم.
أسباب الكساد الاقتصادي
بعد الحديث عن كل تلك الآثار المدمرة للكساد الاقتصادي لا بدّ لنا من التساؤل عن الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى الانزلاق نحو هذا المستنقع وهي:
- السياسات الحكومية.
- الأزمات المالية.
- التغييرات الهيكلية.
- الكوارث الطبيعية.
- الصراعات والحروب.
السياسات الحكومية
عندما تتخذ الحكومات خطوات غير مفهومة ومفاجئة في تغيير السياسات الاقتصادية والاجتماعية، من المرجح أن يحدث شرخ بينها وبين المستهلك بالإضافة إلى تراجع الثقة في الاقتصاد بشكل عام وكل ذلك سيؤدي إلى تراجع في معدل الاستثمار والإنفاق.
الأزمات المالية
الأزمات المالية التي قد تحدث في أحد القطاعات الاقتصادية والتي من الممكن أن تؤدي إلى تراجع الثقة في الاقتصاد، مثل ارتفاع أسعار النفط.
التغييرات الهيكلية
ونقصد بذلك التغييرات في هيكلية الاقتصاد نفسه مثل تحوله من الاقتصاد الزراعي إلى الاقتصاد الصناعي وذلك بدوره سيؤدي إلى تراجع في قطاعات معينة على حساب قطاعات أخرى.
الكوارث الطبيعية
من الواضح أن الكوارث الطبيعية مثل حدوث بركان أو زلزال أو إعصار ستؤدي إلى تراجع في النشاط الاقتصادي وعندما يستمر هذا التراجع إلى وقت طويل دون اتخاذ الدولة للإجراءات المناسبة لمواجهة الحالة الطارئة قد ينزلق الاقتصاد نحو الكساد.
الصراعات والحروب
والتي تأتي على جميع مناحي الحياة ومن بينها الناحية الاقتصادية ومما لا شك فيه أن تدمير البنى التحتية والمنشآت الصناعية أمور لا يمكن تحمل عواقبها على اقتصاد أي دولة.
ما هي مراحل الكساد؟
في الواقع، يمر الاقتصاد بثلاث مراحل أساسية عندما يحدث الكساد وهي:
- مرحلة تباطؤ النمو الاقتصادي.
- مرحلة تفاقم الأزمة الاقتصادية.
- مرحلة الركود الاقتصادي.
مرحلة تباطؤ النمو الاقتصادي
تبدأ هذه المرحلة عندما يحدث تباطؤ في النمو الاقتصادي في دولة ما وذلك يعني تراجع في الإنتاجية والإستهلاك على حد سواء وهو ما يدفع بالبطالة إلى الازدياد.
اقرأ أيضًا: مطالبات البطالة الأمريكية عند أدنى مستوى لها في 52 عاما
مرحلة تفاقم الأزمة الاقتصادية
مع استمرار الوضع على ما هو عليه، يستمر الإنتاج في التراجع ويزداد قلق المستهلكين على مدخراتهم المالية وهو ما يؤدي إلى تراجع الإنفاق مع استمرار الزيادة في البطالة وكل ذلك يؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل مضطرد وهنا لا بد للحكومة أن تتخذ إجراءات صارمة للتصدي للأزمة.
مرحلة الركود الاقتصادي
إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب، ينزلق الاقتصاد إلى مرحلة من الشلل شبه التام وهو ما يعني توقف جميع قطاعات الاقتصاد تقريبًا ووصول البطالة إلى معدلات غير مسبوقة ويحتاج التعافي في هذه المرحلة إلى إجراءات كبيرة ومضنية على مستوى الدولة.
كيف يتم معالجة الكساد؟
في الواقع، تتم معالجة الفساد عبر اتخاذ إجراءات اقتصادية حاسمة على مستوى الدولة ومنها:
- زيادة الإنفاق الحكومي: ونقصد بذلك تحفيز إنفاق الحكومة على المشاريع والخدمات العامة التي بدورها ستستقطب يد عاملة وهي الخطوة الأولى في إعادة دوران عجلة الاقتصاد.
- تخفيض أسعار الفوائد: تخفيض أسعار الفائدة التي تفرض على القروض والودائع وذلك في خطوة لتشجيع الاستثمار من جديد.
- تقديم الدعم اللازم للشركات والصناعات المختلفة: وذلك يعني مد يد العون من قبل الحكومة لدعم الصناعات المحلية لزيادة معدل الإنتاج وزيادة فرص العمل.
- التركيز على قطاع التعليم والتدريب: وذلك من شأنه توفير أطر عاملة تتمتع بالمهارة والخبرة الكافية لرفد سوق العمل.
- تحسين نظام الضرائب وإصلاح النظام المالي: وذلك يؤدي إلى النمو الاقتصادي.
- تعزيز التجارة الخارجية: وزيادة الصادرات.
الأزمة الاقتصادية العالمية 1929
في أكتوبر من عام 1929، كان العالم على موعد مع أسوأ انكماش اقتصادي في التاريخ الحديث.
بدأت القصة قبل سنوات طويلة شهد فيها سوق الأسهم عمليات مضاربة طائشة.
ما الذي حدث بسبب ذلك؟ انهار سوق الأسهم وصادف ذلك يوم الخميس والذي عرف فيما بعد بالخميس الأسود، حيث بدأت عمليات بيع هائلة تم فيها تداول أكثر من 12,9 مليون سهم.
بعد ذلك، في صبيحة يوم الثلاثاء 24 أكتوبر انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة كبيرة وصلت إلى 12٪ حينها بدأت ثقة المستهلك تتراجع بالاقتصاد الأمريكي وذلك أدى إلى إحجامه عن الإنفاق.
بعد ذلك انتقل التوتر إلى الشركات التي بدأت تعيد النظر في استثماراتها الجديدة وذلك أدى إلى موجة من التسريح التعسفي للعمال.
نتيجة ارتفاع معدل البطالة بدأت تنخفض قيمة الأجور والرواتب في الوظائف القليلة المتبقية. أدى كل ذلك إلى انخفاض أسعار السلع.
حاولت الحكومة الأمريكية تدارك الموقف عبر اتخاذ بعض السياسات الاقتصادية لحل المشكلة، إلا أنها كانت سياسات خاطئة زادت تعقيد الأمور، كان في مقدمتها سعي السياسة النقدية الأمريكية إلى الحد من المضاربة في سوق الأسهم.
سرعان ما امتد الكساد الاقتصادي ليشمل كافة أنحاء العالم.
تأثير الكساد الاقتصادي العظيم على دول العالم
في المحصلة اختلفت شدة تأثر كل دولة من دول العالم بالكساد الاقتصادي العظيم.
حيث عانت بشكل خاص أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير. ونذكر خصوصًا معاناة فرنسا وبريطانيا. والأخيرة واجهت بشدة تبعات الكساد الاقتصادي واستطاعت الصمود في وجهه حتى أوائل العام 1930.
فيما كان أثر الكساد الاقتصادي معتدلًا على اليابان ومعظم أمريكا اللاتينية.
نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية 1929
بلغة الأرقام، نستطيع استعراض بعض نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 1929:
- ارتفع مستوى البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى نحو 25٪ واستمر ذلك إلى أن بدأ الوضع بالتحسن في عام 1933.
- انخفاض مستوى الأجور بنحو 42٪.
- انخفاض أسعار العقارات بنحو 25٪.
- انخفاض الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنحو 30٪.
- أصبحت محافظ الاستثمار لدى المستثمرين بلا أي قيمة مع انهيار أسعار الأسهم.
أما على المستوى العالمي فكان هنالك نتائج عديدة أهمها:
- تنمية دور الحكومات في الاقتصاد وتحول العديد من الدول إلى نظام اقتصادي مركزي.
- توترات سياسية واجتماعية بالإضافة إلى ظهور نزعات شمولية وفاشية.
- تحديث النظام المالي والنظام الضريبي في عدد كبير من الدول لمواجهة أي تأثير للأزمة في المستقبل.
كيف انتهت الأزمة الاقتصادية العالمية 1929؟
تعهد فرانكلين روزفلت “بصفقة جديدة للشعب الأمريكي” أثناء ترشيحه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1932.
وبعد نجاحه وضع الاتفاقية موضع التنفيذ والتي ضمت إجراءات مبتكرة لإنعاش الاقتصاد الأمريكي ومن بينها:
- عطلة مصرفية في البداية لإنهاء التزاحم الكبير على البنوك.
- برامج فيدرالية جديدة تديرها وكالات عرفت باسم (وكالات الأبجدية).
- الإعلان عن وظائف جديدة للعاطلين عن العمل.
- تثبيت أسعار السلع الاستهلاكية.
في المحصلة، شهد الاقتصاد الأمريكي فترة ازدهار لا مثيل لها بعد كل تلك المعاناة بفضل هذه الإجراءات.
هل يمكن للكساد الاقتصادي الكبير أن يتكرر؟
في الواقع، كل ما حدث أثناء الكساد الكبير جعل صانعي السياسات الحكومية متيقظين لذلك وبالتالي فقد تم إدخال لوائح وتشريعات جديدة من شأنها حماية المستهلكين والمستثمرين. كما طورت البنوك المركزية مجموعة أدوات للحفاظ على استقرار الاقتصاد.
مما يعني أن أي تضخم سيتم تداركه قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
مع ذلك، هنالك بعض المؤشرات التي نستطيع تحليلها لمعرفة خطر اقتراب كساد اقتصادي أو لا.
ولأن كل شيء يبدأ عند المستهلك، يعتبر مؤشر ثقة المستهلك أحد أبرز تلك المؤشرات التي تقيس “صحة” الاقتصاد الأمريكي ويتم نشر تحديثاته في الثلاثاء الأخير من كل شهر.
كيف استطيع حماية أموالي من تبعات الكساد؟
على الرغم من أن خطر حدوث كساد جديد قليل نسبيًا، إلا أننا نستطيع اتباع بعض الإجراءات التي من شأنها أن تبقي أموالنا بأمان وهي:
- المسارعة إلى سداد الديون: خاصة تلك التي تأتي مع فائدة مرتفعة مثل ديون بطاقة الائتمان. وذلك يجعلك في أمان نسبي في حال خسرت وظيفتك أو انخفض دخلك لأي سبب كان.
- صندوق الطوارئ: الذي يجب أن تدخر فيه ما يكفيك لتغطية نفقات معيشتك لمدة ستة أشهر على الأقل.
- توزيع أموالك على أصول مختلفة: مثل شراء العقارات والذهب والأسهم وعدم الاكتفاء بنوع واحد منهم.
الاسئلة الشائعة حول الكساد الاقتصادي
ما هو الفرق بين التضخم والكساد؟
التضخم هو ارتفاع مستمر ومتزايد في أسعار السلع يؤدي إلى انخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية. والكساد هو انخفاض حاد ومستمر في النمو الاقتصادي.
قد يحدث التضخم ضمن ظروف اقتصادية جيدة فيما لا يحدث الكساد إلا في حالات الأزمات الاقتصادية.
ما الفرق بين الركود والكساد؟
الكساد الاقتصادي هو ركود اقتصادي لكن لفترة طويلة ويؤدي إلى نتائج أكثر قسوة. وبالتالي فالركود ليس بالحدة التي يحدث فيها الكساد، وعلى ذلك يمكن للركود أن يتحسن بسرعة نتيجة سياسات إقتصادية مناسبة.
لكن الكساد يؤدي إلى تدمير الثروات ويتطلب جهود حثيثة للتعافي منه.
ما سبب الكساد الكبير؟
انهيار سوق الأسهم في الولايات المتحدة الأمريكية أدى إلى تراجع حاد في الإنتاج فشلت معه السياسات الاقتصادية في حل المشكلة. أضف إلى ذلك أن الحرب العالمية الثانية اندلعت بعد ذلك بوقت قصير الأمر الذي أدى إلى تدمير الثروات والبنى التحتية للعديد من الدول.
متى كان الكساد العظيم؟
في عشرينيات القرن الماضي وتحديدًا بدأ في 24 أكتوبر من عام 1929 واستمر لنحو عشر سنوات.
متى يبدأ الكساد الاقتصادي؟
يبدأ عندما يفقد المستهلك ثقته في الاقتصاد فيتوقف عن الإنفاق وشراء السلع الاستهلاكية، وذلك بدوره يؤدي إلى كساد السلع وخسارة في أرباح الشركات التي بدورها تحاول تعويض الخسارة عن طريق خفض النفقات وذلك بدوره يؤدي إلى ازدياد البطالة ويلزم في هذه المرحلة اتخاذ إجراءات حاسمة حتى لا تتدهور الأمور أكثر.
كيف تستفيد من الكساد؟
يمكننا الاستفادة من الكساد عبر استخلاص العديد من الدورس الهامة وهي:
- الحفاظ على الموارد المالية والتعامل معها بحكمة وذلك لتفادي الوصول إلى الحاجة الماسة للمال في ظل أي أزمة مالية.
- تنويع الاستثمارات: بين الأسهم والسندات والذهب والعقارات وذلك لتقليل حجم المخاطر وخلق فرص أكبر لتحقيق الأرباح.
وبذلك نكون قد تحدثنا عن الكساد الاقتصادي من مختلف نواحيه، وأجبنا عن تساؤلات عدة حول الكساد الاقتصادي العظيم وأسبابه ونتائجه والإجراءات التي تم اتخاذها في حله.