يُعد حجم التداول أحد المؤشرات الرئيسية التي يستخدمها المتداولون لفهم السوق المالية وتحليلها، حيث يشير حجم التداول إلى كمية الأصول المالية التي تم تداولها خلال فترة زمنية محددة، ويعتبر مؤشرًا هامًا لقياس نشاط السوق وسيولته.
يتناول هذا المقال مفهوم حجم التداول، وأهميته للمتداولين، بالإضافة إلى كيفية قياسه وتحليله، وكذلك تفسير الانعكاسات السعرية المحتملة لارتفاع أو انخفاض الحجم.
ما هو حجم التداول؟
يُعتبر الحجم مؤشرًا لجميع العمليات التي تجري بين المشتري والبائع للأصول المالية خلال فترة زمنية محددة.
ويعد حجم التداول ذا أهمية خاصة لتتبع التغييرات في السوق، خصوصًا بالنسبة للمحللين الفنيين، فعندما يشهد سعر الأصل المالي تغييرًا ويكون الحجم مرتفعًا.
ويشير ذلك عادة إلى أن الحركة لديها أهمية أكبر مقارنة بالحجم الضئيل عند حدوث نفس التغيير في السعر، ويمكن للمتداولين الفنيين الاستفادة من معلومات الحجم لتحديد نقاط الدخول والخروج في التداول.
بشكل عام، يكون الحجم مرتفعًا فور افتتاح السوق وقبل إغلاقه، وترتفع أيضًا قيمة الحجم يومي الإثنين والجمعة، في حين ينخفض في منتصف الأسبوع.

كيف يتم قياس حجم التداول؟
يتم قياس الحجم عن طريق حساب المبلغ الذي يتغير فيه الأصل المالي خلال فترة زمنية محددة، في حالة الأسهم، يعتمد الحجم على عدد الأسهم المتداولة، بينما يتم قياس الحجم للعقود الآجلة والخيارات بناءً على عدد العقود.
وتُعتبر المعاملة موافقة المشتري على شراء أصل من البائع بسعر محدد، وتساهم كل معاملة في زيادة التداول للأوراق المالية.
على سبيل المثال، إذا تمت 10 معاملات لورقة مالية في يوم واحد، فإن حجم التداول لتلك اليوم سيكون 10.
وتكون الأوراق المالية ذات الحجم اليومي المرتفع بشكل عام أكثر سيولة من تلك ذات الحجم اليومي المنخفض.
لماذا الحجم مهم للمتداولين؟
حجم التداول يعتبر أحد المؤشرات الرئيسية التي يهتم بها المتداولون، وذلك لعدة أسباب:
- مؤشر للسيولة: الحجم يعكس كمية الأموال التي تتداول يوميًا في سوق معينة، فالأسهم أو الأصول ذات الحجم العالي عادةً تكون أكثر سيولة، مما يعني أنه يمكن للمتداولين بيع وشراء الأصول بسهولة دون التأثير الكبير على الأسعار.
- مؤشر على الاهتمام: الحجم الكبير يكون إشارة للفعالية والاهتمام الكبير من قبل المشترين والبائعين، فعندما يرتفع حجم التداول مع ارتفاع الأسعار، يمكن أن يشير ذلك إلى تأكيد قوة الاتجاه الصاعد.
- تحليل الاتجاهات الفنية: يستخدم المتداولون الفنيون حجم التداول لتحليل الاتجاهات واستنتاج مستويات الدعم والمقاومة، حيث إن ارتفاع التداول عند اختراق مستوى معين يمكن أن يُظهر قوة الاتجاه.
- استراتيجيات الدخول والخروج: المتداولون يستفيدون من الحجم لتحديد أوقات الدخول والخروج من السوق، وارتفاع التداول قد يشير إلى فترات نشاط قوي، في حين يمكن أن يشير انخفاضه إلى فترات هدوء أو تردد.
- التنبؤ بالتغييرات: يمكن أن يُستخدم للتنبؤ بتغييرات في السوق، خاصة عندما يتزامن مع تحركات كبيرة في الأسعار، فارتفاع الحجم قد يشير إلى توقعات لتغييرات قادمة في السوق.

عندما يكون حجم التداول مرتفعًا بالمقارنة مع المقاييس السابقة، ويتزامن ذلك مع ارتفاع الأسعار أو الاتجاه التصاعدي، قد يعكس ذلك اهتمامًا قويًا بالأوراق المالية من قبل المشترين.
ومن جهة أخرى، إذا كان التداول المرتفع يصاحب انخفاض الأسعار أو الاتجاه الهبوطي، قد يشير ذلك إلى قلق من جانب المستثمرين، مما قد يؤدي إلى المزيد من عمليات البيع وحتى انخفاض الأسعار.
ويمكن أيضًا أن يعكس ارتفاع التداول بعض الأخبار أو الأحداث المعزولة المتعلقة بالشركة المرتبطة بالسهم.
اقرأ أيضا: أهم 8 اختلافات لسعر التداول اليوم على أسواق الأسهم والفوركس

حجم التداول وانعكاسات الأسعار
حجم التداول يلعب دورًا هامًا في فهم السوق وقدرته على توقع انعكاسات الأسعار، إليك يؤثر على انعكاسات الأسعار:
- انعكاسات الأسعار مع التداول العالي: عندما يكون حجم التداول عاليًا مع ارتفاع في الأسعار، فإن ذلك يُعتبر علامة إيجابية، حيث يشير ذلك إلى قوة في الاتجاه الحالي، والتي قد تؤدي إلى استمرار الصعود.
- انعكاسات الأسعار مع التداول المنخفض: في بعض الحالات، قد يترافق انخفاض الحجم مع انعكاسات في الأسعار، ويرجع ذلك أحيانًا إلى قلة الثقة من قبل المتداولين في الاتجاه الحالي.
- استمرارية الاتجاه بارتفاع التداول: عندما يرتفع حجم التداول مع استمرارية للاتجاه، فإن ذلك يُعتبر إشارة قوة، المتداولون يتبعون حركة المال، وارتفاع الحجم يدل على تأكيد لقوة الاتجاه.
- انخفاض التداول واحتمالات التغيير: عندما ينخفض حجم التداول، يكون ذلك إشارة إلى تراجع الاهتمام من قبل المتداولين، وقد يزيد احتمال حدوث تغيير في الاتجاه.
- الانعكاسات في الاتجاه المعاكس: قد يحدث انعكاس في الاتجاه عندما يتمثل حجم التداول في زيادة كبيرة مع تغيير مفاجئ في الأسعار، ما يشير إلى تغيير في الديناميات السوقية.
في الختام، يُعد حجم التداول مؤشرًا أساسيًا لفهم السوق المالية، حيث يعكس نشاط المتداولين وسيولة الأصول.
ويمكنك الاستفادة من تحليل حجم التداول لتحديد نقاط الدخول والخروج، كما يُستخدم لتوقع التغييرات في السوق.
ارتفاع الحجم يشير عادة إلى اهتمام قوي من المستثمرين، بينما يمكن أن يكون انخفاضه إشارة لقلة الثقة.
بشكل عام، يلعب حجم التداول دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهات السوق وتوقع انعكاسات الأسعار.



