قفز المعدن النفيس بنحو 10 في المائة في الشهر الماضي مما أدى إلى ارتفاع السعر إلى ما يزيد عن 2000 دولار لأول مرة منذ أكثر من عام فإلى أي حد يمكن أن يرتفع سعر الذهب؟
إلى أي حد يمكن أن يرتفع سعر الذهب؟
لقد ارتفع سعر الذهب في الأسابيع الأخيرة بسبب الأزمة المصرفية والمخاوف المتزايدة من أن الولايات المتحدة تتجه نحو الركود بحسب Chris Beauchamp، كبير محللي السوق في منصة التداول عبر الإنترنت IG.
وقال: “الذهب ينتهز سيرتفع في أي فرصة ويبدو أن وقت التألق قد حان أخيرًا “.
يوم الثلاثاء تم تداول الذهب عند حوالي 2،002 دولار للأوقية، بعد أن انخفض من أعلى مستوى في 5 أبريل عند 2034.29 دولار إذن إلى أين ستذهب بعد ذلك؟
قد يهمك أيضاً: اتجاه الذهب في العام الحالي 2023 لا يزال غير محدد
العوامل المؤثرة في سعر الذهب
هناك ثلاثة عوامل تحرك سعر الذهب عادة الأول هو الدولار الأمريكي حيث أنه مثله مثل أي سلعة أخرى تقريبًا، يتم تسعيره بالدولار فعندما يكون الدولار قوياً فإن هذا يجعله أكثر تكلفة للمشترين بعملات أخرى.
العامل الثاني هو عائدات السندات حيث لا يدفع الذهب أي فائدة، لذلك فهو أقل جاذبية عندما ترتفع أسعار الفائدة وتدفع فئات الأصول منخفضة المخاطر مثل السندات والنقد دخلاً أكبر كما حدث العام الماضي.
العامل الثالث هو الطلب على الذهب المدفوع بمخاطر سياسية واقتصادية فعندما يكون المستثمرون في حالة اضطراب فإنهم عادة ما يبحثون عن الأمان في أقدم ملاذ آمن ومتجر للقيمة في العالم.
في أغسطس 2020 وصل الذهب إلى أعلى مستوى له على الإطلاق للدولار عند 2067.15 دولارًا خلال حالة عدم اليقين الأولية لـ Covid.
وارتفعت مرة أخرى بعد أن حرب روسيا وأوكرانيا في بداية العام الماضي كما أصابت أزمة الطاقة والتضخم الذهب حيث أجبر ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على رفع أسعار الفائدة بشكل متكرر، مما أدى إلى ارتفاع عائدات الدولار والسندات كما أثرت عمليات الإغلاق Covid في الصين على الطلب من ذلك الربع.
عندما بلغ الدولار الأمريكي ذروته في أكتوبر الماضي، وصل الذهب إلى مستوى منخفض بلغ 1638.85 دولارًا للأوقية ، كما يقول Vijay Valecha، كبير مسؤولي الاستثمار في Century Financial.
تمتع الذهب بمزيد من الدعم هذا العام حيث أدت الأزمة المصرفية إلى الهروب إلى الذهب وتزايدت المخاوف من الركود.
يقول Valecha إن التضخم الثابت، وارتفاع أسعار الفائدة، والتضييق النقدي، والائتمان المحفوف بالمخاطر، هي شروط ناضجة للركود العالمي وعودة الذهب إلى الظهور.
تسببت الأزمة المصرفية في حدوث ضغوط على الإقراض في الولايات المتحدة يمكن أن تمتد إلى أجزاء أخرى من العالم.
ويضيف Valecha أن الطلب زاد من خلال انخفاض عائدات السندات وعمليات الشراء الصينية الجديدة مع إعادة فتح اقتصادها.
وبحسب Valecha أدى خفض إنتاج النفط المفاجئ من قبل أوبك إلى جانب بيانات الوظائف والخدمات الأمريكية الضعيفة الأسبوع الماضي، إلى مخاوف من تباطؤ اقتصادي وأدى هذا إلى ارتفاع المعدن الأصفر فوق عتبة 2000 دولار.
أبلغ مدير الأبحاث في BullionVault، عن مضاعفة عدد الأشخاص الذين يستثمرون في الذهب لأول مرة بعد الذعر المصرفي ويرى أن القوة الأساسية لأسعار الذهب ستستمر.
هناك سبب آخر لارتفاع الذهب بحسب Jason Hollands العضو المنتدب في منصة الصناديق Bestinvest ويقول: ” إن العام الماضي شهد عمليات شراء ضخمة للبنك المركزي وفقًا لمجلس الذهب العالمي، مع نشاط خاص لتركيا والصين وقطر.”
وأضاف: “لقد جمدت الدول الغربية العملات الأجنبية واحتياطيات الدخل الثابت لروسيا، لكن السيطرة على الذهب المادي أصعب بكثير وقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب من الدول الأخرى التي ترغب في عزل نفسها ضد تهديد العقوبات الأمريكية في المستقبل.”
ويرى أن الخلافات الأخيرة حول العملات المشفرة، مثل فضيحة Sam Bankman-Fried في FTX، ربما تكون قد دفعت الطلب أيضًا حيث يضع المستثمرون ثقتهم في الذهب المادي بدلاً من منافسه الرقمي.
وفي الفقرة التالية سوف نسلط الضوء على توقعات الخبراء حول وإجاباتهم حول إلى أي حد يمكن أن يرتفع سعر الذهب؟.
قد يهمك أيضاً: ارتفاعات قوية للذهب والفضة والنفط هو الخاسر الأكبر
التوقعات لاتجاه سعر الذهب
يعتمد ذلك على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقع في ركود بحسب رئيس أبحاث الجيل القادم في Julius Baer الذي قال: “هذا من شأنه أن يجذب المزيد من الباحثين عن الملاذ الآمن إلى السوق ويدفع أيضًا الاحتياطي الفيدرالي إلى عكس نظامه الحالي للتشديد النقدي.”
وحث على توخي الحذر من التوقعات الكبيرة لأسعار الذهب وقال: “ما زلنا نعتقد أنه سيتم تجنب الركود في الولايات المتحدة وأنه من غير المرجح أن يتحقق الانعكاس السريع للنقد النقدي الأمريكي.”
لا يتوقع أن تنتشر الاضطرابات المصرفية في الولايات المتحدة إلى النظام المالي الأوسع وتؤدي إلى أزمة مالية أخرى وهو يتخذ وجهة نظر حذرة بشأن سعر الذهب.
أضاف : “نحن نجادل بأن الانعكاس السريع للسياسة النقدية الأمريكية من غير المرجح أن يتحقق، وهذا بدوره يعني أن أسعار الذهب قد تحركت بسرعة كبيرة.”
إذا كان على حق فقد يصل الذهب إلى ذروته قريبًا.
يقول Christian Abuide مدير توزيع الأصول في بنك Lombard Odier السويسري الخاص: “على المدى الطويل، يجب أن تثبت أسعار الذروة الحقيقية، وضعف الدولار، ومخاوف الركود والطلب المادي من البنوك المركزية أنها داعمة للذهب”.
و يحث أيضًا على توخي الحذر من تراجع أسعار الذهب بعد هذا الارتفاع.
بينما مدير المعادن الثمينة في دار سك العملة الملكية في بريطانيا: “عند شراء الذهب من المهم الالتزام بالاستثمار على المدى الطويل وبهذه الطريقة قد تكون قادرًا على تجاوز أي انخفاضات في السوق ومن المحتمل أن تمنح نفسك فرصة أفضل لتحقيق ربح.”
وأضاف يمكن للمشترين الاستثمار في العملات المعدنية والسبائك أو التعرض لسعر الذهب عبر صندوق يتم تداوله في البورصة.
إذا كنت تستثمر عبر صناديق الاستثمار المتداولة، يوصي المستشارون عادةً بالأموال المدعومة بالذهب المادي، مثل أسهم SPDR الذهبية أو iShares Gold Trust.
يفضل بعض المستثمرين الاستثمار في أسهم شركات تعدين الذهب والتي قد تتصرف بشكل مختلف مع كل من iShares MSCI Global Gold Miners و VanEck Vectors Gold Miners ETF كما هو الحال مع BlackRock Gold والصندوق العام.
وختم بالقول لا ينبغي أن ينبهر مستثمرو القطاع الخاص بقوة الذهب الأخيرة، لأنها قد لا تدوم بل يجب أن يحتفظوا بها كجزء من محفظة متوازن وأن يتطلعوا إلى الشراء عند الانخفاضات بدلاً من الارتفاع.
