يواجه سوق السيارات الكهربائية تحديات كبيرة في مسعاه لتحقيق النمو المستدام، حيث تشهد هذه الصناعة أوقاتًا صعبة للغاية في الآونة الأخيرة.
فقد كانت الشركات الرائدة في صناعة السيارات تعلن بحماس عن خططها للانتقال إلى السيارات الكهربائية وتحقيق مستقبل نظيف وصديق للبيئة، ومع ذلك، يبدو أن قطاع السيارات الكهربائية واجه عقبات تهدد تطوره المستقبلي.
استثمارات فورد وجنرال موتورز
فقد قررت شركة فورد موتورز تأجيل استثماراتها المخططة بمبلغ يصل إلى 12 مليار دولار في قدرات جديدة لتصنيع السيارات الكهربائية، بما في ذلك بناء مصنع ثانٍ للبطاريات في ولاية كنتاكي.
وليست هذه حالة الإلغاء الوحيدة فحسب، بل ألغت شركات جنرال موتورز وهوندا مشروعهما المشترك لتطوير سيارات كهربائية بأسعار معقولة بعد عام واحد فقط من الاتفاق الأصلي الذي نص على استثمارات تبلغ 5 مليارات دولار.
وأعلنت شركة هيرتز، إحدى أكبر شركات تأجير السيارات، عن امتلاكها نحو 80٪ من السيارات الكهربائية في أسطولها من تسلا، لكن هذا الرقم يبقى أبعد من الهدف الذي كانت قد أعلنته سابقًا.
اقرأ أيضا: بريطانيا: مخاطر أمنية ومخاوف بشأن هيمنة الصين في سوق السيارات الكهربائية
فما هي أسباب هذه التطورات؟ هل تواجه السيارات الكهربائية خسارة في الزخم، أم أن هذه المشاكل مجرد عقبات مؤقتة؟ وفقًا لخبراء الصناعة، تكمن التحديات في انتظار طويل للمحولات الكهربائية وارتفاع تكاليف البطاريات النيكل والكوبالت، بالإضافة إلى عدم الحماس بين بعض المستهلكين، خاصة في المناطق الريفية.
على الرغم من هذه التحديات، يرى بعض الخبراء أن الصناعة لا تزال في الطريق الصحيح، حيث سجلت مبيعات سيارات الكهرباء رقمًا قياسيًا في الربع الثالث، حيث تجاوزت 300,000 وحدة في السوق الأمريكي لأول مرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن مبيعات سيارات الكهرباء شكلت 7.9٪ من إجمالي مبيعات الصناعة في هذا الربع، مما يشير إلى زيادة مقارنة بالعام الماضي.
على الرغم من العقبات، يشير الخبراء إلى أن سيارات الكهرباء تصبح أكثر توفرًا، وذلك بفضل الدعم الحكومي والحوافز المتاحة، ويرى البعض أيضًا أن السيارات الهجينة التي تجمع بين البنزين والكهرباء قد تكون حلًا وسطًا لتلبية احتياجات المستهلكين المتنوعة في المستقبل.
يظل مستقبل سوق السيارات التي تعمل بالكهرباء غامضًا، لكن الخبراء متفقون على أن الابتكارات المستمرة والدعم الحكومي قد يكون المفتاح للتغلب على هذه التحديات وتحقيق النمو المستدام في المستقبل.
المصدر
