في ظل التقدم الملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، تزداد أهمية استثمار الشركات في هذا المجال بشكل لا يمكن إنكاره.
حيث شهدت تقنيات مثل ChatGPT من OpenAI تفاعلًا هائلًا، مما أثر بشكل كبير على العديد من الصناعات، ويعتبر الذكاء الاصطناعي اليوم محركًا للتطور والتقدم في مجموعة واسعة من القطاعات، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية مثيرة ومجزية في هذا المجال الواعد.
يستكشف هذا المقال الفرص الاستثمارية في شركات الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للمستثمرين الاستفادة من تطور صناعة الذكاء الاصطناعي.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا يمكنها محاكاة الذكاء البشري وأداء مهام تشبه التي يقوم بها البشر، ويمكن للآلات وأنظمة الكمبيوتر التي تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تتعلم من التجربة للتحسين والتكيف، تمامًا مثل البشر.
ويمكنك العثور على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الروبوتات التفاعلية والمحادثات الذكية.
وتمثل الاستثمارات في البحث والتطوير للذكاء الاصطناعي مجالًا حيويًا، حيث يتوقع أن يتجاوز الإنفاق في هذا المجال 300 مليار دولار أمريكي في عام 2026، حيث يُسعى الباحثون جاهدين لاكتشاف المزيد من التطبيقات والإمكانات لهذه التكنولوجيا المحورية.
وبالنظر إلى تقدم التطبيقات والانتشار السريع للذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية للأعمال، يطرح هذا السيناريو تساؤلًا حول كيفية تعرض المستثمرون لهذه الثورة التكنولوجية.
حيث يمكن للمستثمرين استكشاف فرص الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي والأتمتة، القادرة على تغيير الطريقة التي نفهم بها العالم.
ما هي أشهر شركات الذكاء الاصطناعي؟
ترغب في الاستثمار في مجال الأسهم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وصناديق الاستثمار المتداولة؟ إليك بعض شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في هذا المجال التي يمكنك الاستثمار فيها:
نفيديا (NVDA)
تعتبر NVIDIA من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، حيث تحتل مكانة بارزة في السوق بفضل تقنياتها المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويُشير هذا النوع من الذكاء الاصطناعي إلى الخوارزميات المستخدمة لإنشاء محتوى جديد في صيغ متعددة، بما في ذلك الصوت، ورموز الكمبيوتر، والصور، والنصوص، والمحاكاة، ومقاطع الفيديو.
وقد أسهمت NVIDIA بشكل كبير في تطوير رقائق الكمبيوتر والأجهزة والبرمجيات وأدوات التطوير لإنشاء نظم الذكاء الاصطناعي بشكل شامل.
وتستخدم الشركة آلاف وحدات معالجة الرسومات (GPUs) لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الكبيرة، وتمتلك حاليًا حصة سوقية قوية في هذا المجال.
مايكروسوفت (MSFT)
قدمت مايكروسوفت استثمارًا بقيمة 13 مليار دولار في مجال مبادرات الذكاء الاصطناعي، ومن بين هذه المبادرات كان الاستثمار المبكر بقيمة مليار دولار في OpenAI، الذي أصبح ChatGPT جزءًا منه، وهو أحد أبرز الأسماء في مجال الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.
كما قامت مايكروسوفت بدمج الذكاء الاصطناعي في عدة أنظمة، منها محرك البحث Bing و Microsoft 360، وأدوات المبيعات والتسويق، وأدوات الترميز Xbox وGitHub.
ووضعت شركة الذكاء الاصطناعي الرائدة إطارًا لبناء تطبيقات الذكاء وتقديم مساعدة للطيارين، كما قامت بتوسيع نظامها البيئي للذكاء الاصطناعي.
تسلا (TSLA)
تعتبر تسلا واحدة من أبرز شركات الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم هذه التكنولوجيا المتطورة لأتمتة القيادة.
وتستخدم تسلا تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحكم في القيادة الآلية، مما يتطلب معالجة دائمة للبيانات لتحديد ظروف الطريق والمركبات الأخرى وحركة المرور.
ميتا (META)
ضخت شركة ميتا بإجراء استثمارات ضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعتمد وحدة اللغة الكبيرة (LLM) في الشركة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز نتائج البحث وتوقع المحتوى الذي سيكون ملهمًا للمستخدمين.
بالإضافة إلى ذلك، قامت ميتا التي تعد من أبرز شركات الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي بتطوير شريحة السيليكون الخاصة بها لتطبيقات معالجة الذكاء الاصطناعي، كما أنشأت مركز بيانات من الجيل التالي لدعم تلك التقنيات.
أمازون (AMZN)
تعتمد أمازون على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في نظامها الخاص Alexa، كما تقدم أدوات التعلم الآلي (ML) وأدوات الذكاء الاصطناعي لزبائنها.
وتُوفر خدمات الحوسبة السحابية لديها، المعروفة بإسم Amazon Web Services (AWS)، بنية تحتية للذكاء الاصطناعي تسمح للعملاء بتحليل البيانات ودمج التقنيات الذكية الاصطناعية في أنظمتهم الحالية.
وتتيح أمازون خدمات AWS لأكثر من 100,000 عميل الاستفادة من الخدمات المتقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، مما يمكّنهم من تخصيص التوصيات، وتحسين السلامة والأمان، وتحليل أداء أعمالهم، وزيادة مشاركة العملاء.
اقرأ أيضا: بريطانيا تطلق مبادرة لمكافحة التحيز في الذكاء الاصطناعي
هل الذكاء الاصطناعي استثمار جيد؟
يُعد الذكاء الاصطناعي استثمارًا جيدًا نظرًا لإمكاناته الكبيرة في تحويل الصناعات وخلق فرص جديدة، ومع ذلك، يجب مراعاة بعض النقاط الرئيسية:
- التحول الصناعي: يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حيويًا في تحسين العديد من الصناعات، مما يجعله استثمارًا جذابًا للمستثمرين الذين يسعون للاستفادة من هذا التحول.
- الاستخدام الحالي: يستخدم الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الاكتشاف وخدمة العملاء والسيارات ذاتية القيادة، مما يشير إلى تبنيه الواسع وإمكاناته في تحسين الأداء.
- البحث والتحليل: يجب على المستثمرين إجراء بحث دقيق قبل الاستثمار في الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتحقق من سجل النجاح والرؤية الاستراتيجية.
- تنويع المحفظة: يمكنك تقليل المخاطر بواسطة تنويع محفظة الاستثمار، سواء عن طريق الاستثمار في أسهم فردية أو استخدام صناديق الاستثمار المتداولة أو صناديق الاستثمار المشتركة المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضا: أبل تستثمر 1 مليار دولار في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي
كيف تستثمر في الذكاء الاصطناعي؟
يُعتبر الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي من أكثر الاتجاهات جاذبية في السنوات الأخيرة، حيث تستمر هذه التكنولوجيا في تحول العديد من الصناعات مثل الرعاية الصحية والتمويل والنقل.
فيما يلي بعض الخيارات الأكثر شيوعًا للاستثمار في هذا المجال:
- صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs): تُعتبر صناديق الاستثمار المتداولة سلة تحتوي على مجموعة من الأسهم يمكنك شراؤها وبيعها على البورصة، مما يتيح لك التنويع دون الحاجة للاستثمار في أسهم فردية.
- الاستثمار في شركات التكنولوجيا الرائدة: تستثمر الشركات التكنولوجية الكبيرة مثل أمازون وجوجل ومايكروسوفت بشكل كبير في مجال الذكاء الاصطناعي، وبالإضافة إلى كونها في طليعة هذه التكنولوجيا، تتمتع شركات الذكاء الاصطناعي هذه بالقدرة المالية للاستمرار في التطور والابتكار في هذا المجال.
- استكشاف الشركات الناشئة: يُمكنك البحث عن شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تعمل على تطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، وعلى الرغم من أن هذه الشركات قد تحمل مخاطر أعلى، إلا أنها قد تمتلك إمكانات نمو كبيرة، لكن يتطلب الأمر إجراء بحث دقيق وتحليل مستفيض للبيانات المالية والاتجاهات الصناعية.
- الاستثمار في صناديق رأس المال الاستثماري: تُستخدم شركات رأس المال الاستثماري للاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها المبكرة، حيث تعمل على تطوير تقنيات مبتكرة بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويمكن لهذه الصناديق توفير فرصة للتعرض لمحفظة متنوعة من الشركات ذات إمكانات نمو عالية.
ما هي مخاطر الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي؟
على الرغم من إمكانية تحقيق الذكاء الاصطناعي عوائد مالية عالية، فإنه من المهم أيضًا التفكير في المخاطر المحتملة.
- تقلبات السوق: قد يكون سوق الذكاء الاصطناعي متقلبًا نظرًا لكونه تكنولوجيا ناشئة، مما يعرض الاستثمارات في هذا المجال لمزيد من الخطورة مقارنةً بالقطاعات الأكثر استقرارًا.
- تنظيم محدود: يفتقر القطاع حاليًا إلى تنظيم كافٍ، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالتطورات المستقبلية وتقييم المخاطر المتعلقة بالاستثمارات الفردية.
- المنافسة: تشهد شركات الذكاء الاصطناعي منافسة قوية، مما قد يؤدي إلى تغييرات سريعة في حصص السوق والربحية.
- المخاوف الأخلاقية: تطرح تقنيات الذكاء الاصطناعي مخاوف أخلاقية تتعلق بالخصوصية والتحيز وتأثيرها على سوق العمل، مما قد يؤثر على نمو الصناعة وأرباحها.
- القيود التكنولوجية: تظل تقنيات الذكاء الاصطناعي في مرحلة التطوير، ويوجد خطر ألا تصل بعضها إلى إمكاناتها المتوقعة أو تواجه قيودًا غير متوقعة.
لذلك من الضروري إجراء بحث شامل وتقييم مستفيض للتفاصيل المتعلقة بالاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي، مع مراعاة كل من المكاسب المحتملة والمخاطر.
ويعد التشاور مع مستشار مالي أو إجراء مزيد من الأبحاث حول فرص وتحديات الاستثمار في هذا المجال مفيدًا في اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
في الختام، الذكاء الاصطناعي هو تقنية تحاكي القدرات البشرية، تتسم بالتعلم والتكيف، ويستخدم في مجالات متعددة مثل الروبوتات والمحادثات الذكية.
وتعد شركات نفيديا وأبل ومايكروسوفت وتسلا وميتا وأمازون، ومن أشهر شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في السوق.
ويُعتبر الذكاء الاصطناعي استثمارًا جيدًا نظرًا لتأثيره الإيجابي في التحول الصناعي، ويمكنك الاستثمار عن طريق صناديق الاستثمار المتداولة وشركات التكنولوجيا والشركات الناشئة وصناديق رأس المال الاستثماري.
